بسم الله الرحمن الرحيم، لا يختلف اثنان على ان العقد الأول من القرن الواحد والعشرين كان عقد الشبكات هذه الأخيرة تعني شبكات التواصل الاجتماعي في المقام الأول حيث كان الحلم العالمي هو جعل كل او جل البشر على الكرة الأرضية في تواصل دائم مع بعضهم البعض ... وهنا جاءت المفاجأة فقد ترتب عن هذا تدفق كم هائل من المعلومات بشكل لا يصدق فلك ان تتخيل كم من شخص في العالم يعلق على منشور ويبعث رسالة على الفيسبوك في نفس الوقت ,كل هذا جعل خبراء المعلوميات بالتعاون مع خبراء الرياضيات و خاصة خبراء الإحصاء بتطوير تكنولوجيا جديدة تسمى البيانات الضخمة او.Big Data
لن ادخلكم في متاهات التقنية للبيانات الضخمة بل سأقوم بمقاربة آلية العمل عن طريق تقديم مثال عام لآلية عمل شركة فيسبوك. تخيل معي انك التقيت بشخص و قام بإعطائك اسمه على الفيسبوك ستقوم مباشرة بالبحث عنه بطريقة عادية, لكن إن لم تجده فستطلب منه إسم المستخدم الخاص به فتدخل لصفحته مباشرة .ماذا يحدث هنا ؟ هل الفيسبوك يمازحك ؟ كل ما في الامر ان تنظيم المعلومات لا يتبع نهج الجداول المعروف بل يتم تنظيم المعلومات على شكل شبكات ( انا أحاول ان أقربك من العملية ) و انت كشخص لديك حساب على الفيسبوك مجرد عقدة في هذه الشبكة تتقاطع فيها مجموعة من الاهتمامات ( الصفحات التي أعجبت بها، المجموعات المنضم لها و الأشخاص المتتبع لهم ...) و هنا يأتي الجواب، الشخص الذي قمت بالبحث عنه مسبقا لا يشترك معك في أي اهتمام او الصديق المشترك ,لذلك فإن نظام الفيسبوك لم يتوقع هذا البحث .
نعم انها لعبة احتمالات . نفترض انك سجلت اعجابك بصفحة ما على الفيسبوك هنا يتدخل نظامه و يزيد احتمالية بحثك عن الأشخاص المعجبون بهذه الصفحة و كذلك يقوم باقتراح الصداقات عليك ...الخ .و بنفس الطريقة تعمل روبوتات البحث في محركات البحث.
"البحث في محرك يكون اسرع الاف المرات من البحث على حاسوبك"
نعم اخي فلنفترض انك حملت ملف من الانترنيت و نسيت اين وضعته كالعادة ستذهب للقرص "سي" و تقوم بالبحث الشامل عليه . هل تعلم انك لو بحث في محرك البحث عنه ستجده بشكلي فوري و ان البحث في حاسوبك قد يستمر للدقائق وكل هذا بفضل تقنيات البحث و تنظيم البيانات الضخمة وحساب الاحتمالات .
هل هنالك تطبيقات أخرى لهاته التقنيات الحديثة ؟
نعم بالتأكيد على سبيل المثال توقع نتائج الانتخابات بدقة بالغة ، التسويق الالكتروني و تستخدم بشكل مكتف في الروبوتات الحديثة التي تتعلم ذاتيا ...
شكرا للقراءة
الموضوع من طرف : مهدي أيت سعيد
ضمن مسابقة المحترف لأفضل تدوينة لسنة 2017
from موضوع جديد لك http://ift.tt/2wMyGNT
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire